الجالية الأردنية... لا غربة في بلدها الثاني

الجالية الأردنية... لا غربة في بلدها الثاني
2015-11-15
الجالية الأردنية في الكويت لا تشعر بالغربة عن وطنها، فهي تعتبر الكويت بلدهم الثاني، ولم تتغير عليهم الأجواء نظرا لتقارب كثير من العادات بين الشعبين الشقيقين. وعلى الرغم من ان الوجود الأردني في الكويت يعود الى اكثر من 60 عاما، وكانت لفترة طويلة هي الأكثر عددا بين الجاليات الأخرى المقيمة في الكويت قبل الغزو العراقي للكويت، الا أن فكرة انشاء مجلس للجالية تعود للعام 2004، في ظل انخفاض عددها بشكل كبير ولرغبتهم بوجود تجمع لهم يكون في نفس الوقت مسانداً للسفارة الاردنية ويعمل جنبا الى جنب معها. وقد أسس أبناء الجالية مجلسا لها يرعى شؤونها وينظم الفعاليات الكثيرة اجتماعيا وفي المناسبات الوطنية لجمع أبناء الأردن وجعلهم على تواصل دائم. المهندس غسان ذياب الأمين العام للجالية الأردنية بالكويت يقول إن الجالية ذات طابع اجتماعي ثقافي تكافلي، ولا يجوز لأي عضو من أعضائها القيام بأي نشاط أو عمل سياسي يتعارض مع المصالح العليا أو السياسات المعمول بها في الأردن أو الكويت، وتلتزم بالقوانين والأنظمة المعمول بها في دولة الكويت، مضيفا «رسالتنا هي السعي نحو تعزيز التواصل والتلاحم في ما بين مختلف شرائح الجالية، وتقديم خدمات مختلفة ومزايا خاصة يستفيد منها منتسبوها من أعضاء الجالية». وعن الاولويات لمجلس الجالية، قال ذياب «منذ أن تم تشكيل هذا المجلس فقد تم وضع الخطط واتخاذ الآليات اللازمة لتحقيق خدمة أبناء الجالية وتعزيز الانتماء للوطن ودعمه وتقوية علاقات الأخوة الأردنية - الكويتية». ولفت إلى أن مقر الجالية الرسمي هو في السفارة الاردنية، حيث يتم عقد اجتماعات المجلس داخل مبنى السفارة، كما نتواجد في ديوانية السفارة كل يوم سبت من الساعة 11 صباحا إلى 1 ظهرا والتي يأتي إليها العديد من أبناء الجالية، حيث دأب السفير محمد الكايد وأركان السفارة بفتح ديوانية السفارة وبتواجدهم بهذه العطلة للتعرف على أبناء الجالية في بيت الأردنيين جميعا. ودعا ذياب جميع أبناء الجالية للانتساب للجالية من خلال التواصل مع لجنة التسويق والانتساب والتي لم تألُ جهدا من عمل برامج خصومات يستفيد منها أبناء الجالية المنتسبون، كما دعا أبناء الجالية بالتواصل معنا وزيارة مواقعنا الرسمية التي تشرف عليها لجنة المعلوماتية على الشبكة العنكبوتية. من جانبه، تحدث أمين السر للجالية الأردنية بالكويت منصور كمال عن مراحل تكوين الجالية ودورها وأنشطتها، فقال «بداية فكرة تأسيس الجالية ترجع للعام 2004، حيث كانت هناك رغبة حقيقية من أبناء الجالية المقيمين على أرض هذا البلد الطيب بوجود كيان يجمعهم ويكون في نفس الوقت مساندا للسفارة الاردنية ويعمل جنبا الى جنب معها، حيث تداعى مجموعة من المواطنين الأردنيين بالتطوع لتأسيس الجالية الأردنية من أجل أن تضم كافة الأردنيين من شتى المنابع والأصول المقيمين على أرض دولة الكويت الشقيقة لتعزيز الانتماء للأردن وقيادته الهاشمية، ودعم الروابط الاجتماعية والثقافية والتكافلية بين أبناء الجالية، وتقوية العلاقات الأردنية - الكويتية على المستويات كافة، وإظهار الصورة الحضارية التي تميز الإنسان الأردني في شتى المجالات. وكانت هذه اللقاءات تتم بالسفارة الأردنية التي لم تألُ جهدا بالرعاية المستمرة وتقديم الدعم والإشراف على تأسيسها، وقد استغرقت عملية التأسيس وقتا وجهدا كبيرين حيث كان الهدف التروي لبناء كيان قوي متين في إطار عمل مؤسسي قادر على ديمومة قيام الجالية بتحقيق أهدافها، فقد قام المؤسسون بوضع النظام الأساسي والداخلي للجالية الاردنية ومن ثم النظام المالي مرورا بالامور الإدارية الاخرى واللازمة للتأسيس وقيام الجالية، وقد تأسست الجالية فعليا العام 2008 حيث قامت السفارة وقتها بتعيين لجان إدارية موقتة متعاقبة مهمتها ادارة وتسيير شؤون الجالية والقيام بالأنشطة المختلفة لحين إجراء الانتخابات، وبفضل الجهود الحثيثة للسفير / محمد الكايد سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى دولة الكويت والتي كانت رؤية سعادته تتمثل بضرورة الإسراع بمجلس جالية منتخب ممثل لجميع أفراد الجالية، وقد أجريت اول عملية انتخابات رسمية لمجلس الجالية خلال العام 2014، حيث مارس المجلس المنتخب صلاحياته لتحقيق أهداف الجالية بتعيينه لرؤساء اللجان المختلفة ووضع الخطط الزمنية وآليات للتنفيذ مع تحديد الأوليات لتحقيق الأهداف المرجوة. وعن أبرز الإنجازات التي حققتها الجالية، قال «كان تركيزنا منصب نحو مساعدة أبناء الجالية الاردنية قدر الإمكان، حيث تم التركيز على اللجان التي لها علاقة مباشرة بحل همومهم ومشاكلهم، ومن هنا جاء التركيز بالدرجة الأولى على اللجنة الاجتماعية والتي تعمل من أجل مساعدة أبناء الجالية الذين لا تساعدهم ظروفهم وإمكاناتهم المادية على استكمال أبنائهم للدراسة لعدم القدرة على دفع الاقساط المدرسية، ومن هنا فقد قامت اللجنة الاجتماعية التابعة للمجلس بدراسة حالاتهم وتنسيبها للمجلس للمستحقين للموافقة على دفع الأقساط المدرسية التي تتم بفضل المساهمة البناءة من أبناء الجالية الخيرين، وبالإضافة لذلك فقد كان للجنة التوظيف دور لا يقل أهمية بمساعدة أبناء الجالية حيث تقوم اللجنة بتوفير فرص العمل لأبناء الجالية الباحثين عن عمل من خلال الإعلان بصفة شبه يومية عن الشواغر المتوافرة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بالاضافة لقيام اللجنة بعمل 3 معارض للتوظيف خلال الفترة السابقة دعي اليها كبرى الشركات الكويتية في المجالات المختلفة وحضر اليها العديد من أبناء الجالية الذين كان لهم نصيب بالتعيين في هذه الشركات علما بأننا الجالية الوحيدة في الكويت التي أقامت مثل هذه المعارض للتوظيف، كما تجدر الإشارة أن اللجنة القانونية تقوم بجهود كبيرة لخدمة أبناء الجالية فهي تتكون من مجموعة من القانونيين والمحامين من أبناء الجالية مهمتهم تقديم الاستشارات القانونية وتقديم النصح أو مساندة أبناء الجالية في المشاكل القانونية التي يتعرضون لها». وفيما يتعلق بتعزيز العلاقات مع الأشقاء الكويتيين، ذكر كمال ان الجالية تشارك من خلال اللجنة الثقافية وبشكل سنوي اشقاءها الكويتيين فرحتهم واحتفالاتهم بأعيادهم الوطنية من خلال كرنفال هلا فبراير والعيدين الوطني والتحرير ويتم ذلك من خلال المشاركة في المسيرات أو بتقديم العروض الفلكلورية والدبكة، هذا بالاضافة إلى قيام اللجنة الاجتماعية بالزيارة الانسانية لأطفال البنك الوطني للسرطان وتقديم الهدايا لهم مما دب الفرحة بقلوب الأطفال والتخفيف من معاناة اهاليهم. بالاضافة لذلك تقيم اللجنة كل عام يوما تطوعيا للتبرع بالدم يشارك فيه العديد من أبناء الجالية وهذا أقل واجب نقوم به اتجاه الكويت، كما أنه تتم زيارة بعض دواوين الكويتيين في رمضان للتواصل وتعزيز أواصر الأخوة والمحبة معهم، كما وتشارك اللجنة الرياضية في المناسبات الرياضية التي تقام بدولة الكويت من دوري السفارات وخلافه بالاضافة الى انه هذا العام شارك فريق الجالية برمضان في دورة الروضان الدولية وتعد الجالية الاردنية الجالية الوحيدة التي شاركت بهذا الحدث العالمي، وكل ما سبق من فعاليات تقوم بها الجالية تتم تغطيته في جميع وسائل الإعلام من خلال الدور الحيوي الذي تلعبه اللجنة الإعلامية للجالية التي لديها جهاز إعلامي متميز. وتطرق كمال للأنشطة الترفيهية الاخرى التي تقيمونها لأبناء الجالية، فذكر أن المجلس يقيم من خلال لجانه العديد من الأنشطة فقد قمنا بعمل الكثير من المخيمات خلال السنوات السابقة ودعوة أبناء الجالية وأسرهم لحضورها ويتم ذلك بالتعاون مع بعض المخيمات التي تقدم الدعم للجالية حيث تشارك معظم اللجان بتقديم البرامج والألعاب والمسابقات الترفيهية، كذلك فقد تم إقامة يوم رياضي لابناء الجالية وأسرهم تخلله العديد من المسابقات الرياضية والجوائز، بالاضافة إلى أنه تم عمل مهرجان ترفيهي من خلال اللجنة الثقافية في منتزه الشعب حضره الآلاف من أبناء الجالية. والتقت «الراي» عبدالرحمن سالم الذي حضر للكويت في ريعان شبابه للدراسة، ومن ثم انطلقت رحلته في عالم الأعمال، تزوج في الكويت ورزق بـ 16 من الأولاد والبنات وزوجهم من كويتيين وكويتيات، لم يغادر الكويت في فترة الغزو العراقي، ويقول إنه أمضى في الكويت 54 سنة، «فقد حضرت للكويت عندما كان عمري 18 سنة في 19-3-1963، لمتابعة دراستي في كلية الشويخ الصناعية، وبعد ثلاثة أشهر أوقفوني عن الدراسة الصباحية في الكلية لأنه تم منع الوافدين يومها، فأكملت عامي الدراسي عن طريق الدراسة المنزلية المسائية لمدة سنة ونصف وبعدها اتجهت للعمل الحر فعملت كموزع أدوية لمدة 7 سنوات حتى عام 1976». ويضيف سالم «تزوجت في الكويت ولدي 16 ابنا جميعهم ولدوا في الكويت من زوجتين وبناتي متزوجات من كويتيين أحدهم من الأسرة الحاكمة، كما ان أبنائي متزوجون من كويتيات فانا حاليا نسايبي من شمر وعنزة ومطران وعتيبة». وبسؤاله اين ذهب خلال فترة الغزو العراقي للكويت، قال «بقيت في الكويت وعملت في مجال المقاولات وما زلت حتى الان أعمل في نفس المجال، فبدايتي كانت بشراء بعض المعدات والتريلات والنسافات كما عملت في مجال النقل للأردن والامارات». وعن الفرق في الحياة في الكويت بين الستينات واليوم، أشار إلى أن فترة الستينات كانت ممتازة بشكل كبير وكل شيء متوافر وبأسعار زهيدة بالاضافة الى روعة المعاملة بين البشر في تلك الايام واستمرت كذلك حتى عام الـ90، حيث اختلفت الأوضاع بسبب الأمور السياسية والكويت بلد خير ولا احد يستطيع انكار ذلك».

من نحن

تقول جمعية المتضررين من أحداث الخليج التي تأسست العام 1991، أن نحو 83 في المئة من أفراد الجالية الأردنية أقاموا في الكويت فترة تزيد على عشرين عاماً، ومنهم من زادت اقامته على أربعين عاماً، حيث كانت نقطة البداية في الهجرة الأردنية إلى الكويت في أواخر أربعينيات القرن العشرين، وتحديداً بعد النكبة الفلسطينية. كانت تجربة الجالية الأردنية في الكويت حتى العام 1990 تمثل حالة فريدة بين هجرات الأردنيين إلى الخارج.